لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الخميس، 4 أبريل 2013

"قصة حجر" قصة للأطفال بقلم: هيثم عبدربه السيد

قصة حجر
من مجموعة " قصص فلسطينية " للأطفال
هيثم عبدربه السيد عبدالرحمن
أنا حجر فلسطينى ,أعيش على أرض فلسطين منذ اّلاف السنين ,كان الأطفال يلعبون فوقى ..يجرون ويمرحون ,كانت أقدامهم ناعمة لاتؤلمنى.
حتى جاء يوم ,سمعت صراخا ورأيت الكبار والصغار يجرون مسرعين وسمعت أصواتا غريبة مزعجة لاّلات . 
نظرت إلى مدخل القرية فرأيت عربات كبيرة ودبابات ضخمة وجنود كثيرون يقتحمون القرية ,سمعت أحد الأطفال وهو يجرى ويقول:
 - المحتلون قادمون
اقتربت الأصوات المزعجة منى وشعرت بالدبابات والعربات وهى تسير  فوقى ..تألمت كثيرا ولولا أنى حجر صلب لفارقت الحياة .
انتشر المحتلون فى الجرن الفسيح الذى كان يلعب فيه الاطفال وسمعت أحدهم ينادى فى مكبر الصوت بلهجة عربية غير سليمة:
- ممنوع أن يقترب أى شخص من هذا المكان .
وانتشرت الأخبار سريعا وعرفنا أن المحتلين يخططون لبناء مستوطنة فى هذه المنطقة .
عم الحزن أرجاء القرية وتوقف الأطفال عن الجرى واللعب فى الجرن .
وذات صباح سمعت صوتا لم أسمعه منذ فترة ..إنها صوت كرة الطفل " ثائر " .
كان يلعب بها مع أصدقائه فى الجرن قبل أن يأتى المحتلون وكنت أراقبهم وأنا على أطراف الجرن .
دققت النظر ..إنه " ثائر " بالفعل يجرى وراء كرته . ماذا يفعل هنا ؟ المحتلون لايعرفون الرحمة . صرخت محذرا
-          ابتعد يا ثائر ...ابتعد أرجوك
لكنه لم يسمعنى وأخذ يجرى وراء كرته .
نادى أحد المحتلين فى مكبر الصوت وطلب من ثائر أن يبتعد ولايقترب أكثر لكن ثائر أصر على الجرى وراء الكرة .
ارتفع الصوت فى مكبر الصوت محذرا من الاقتراب خطوة أخرى ,لكن ثائر لم يلتفت للصوت أبدا .
وفجأة انطلقت عدة رصاصات , أصابت إحداها صدر ثائر ورأيت الدم يسيل على رمال الجرن .
تجمع الأطفال عندما سمعوا صوت الرصاص وعندما رأوا ثائر والدماء تسيل منه أسرعوا إليه وهم يهتفون:
-          يسقط الاحتلال ..يسقط الاحتلال
وبدأ الأطفال يتناولون الحجارة من على أطراف الجرن ويقذفون بها المحتلين وأمسكنى طفل فى يده ثم قذفنى فى وجه أحد المحتلين فزدت من سرعتى ووجهت نفسى إلى عينه مباشرة وبكل قوتى ارتطمت بها , فصرخ من شدة الضربة وأخذ يتألم ويصرخ .
فى ذلك اليوم أطلق المحتلون رصاصات كثيرة واستشهد عدد من الاطفال وباتت القرية كلها حزينة وبت أنا أيضا حزين.
 وصرت أحلم بأن يحملنى طفل اّخر ويقذفنى فى وجه أحد المحتلين لأرتطم بوجهه القبيح .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لقد شعرت بالقشعريرة جراء قراءتى للقصة فكيف يكون حال الاطفال هناك يارب انصرهم على اعدائهم